الخميس، 8 ديسمبر 2016

اساليب رعاية الموهوبين والخدمات المقدمة لهم

التجارب الرائدة عربياً ودولياً في تربية الموهوبين ورعايتهم.

نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين

"دراسة نظرية مسحية مقدمة للمؤتمر السادس لوزراء التربية والتعليم العرب – الرياض 2008م"

"رعاية الموهوبين: خيار المنافسة الأفضل".


يعد الموهوب ثروةً وطنيةً، وكنزاً لأمته وعاملاً من عوامل نهضة مجتمعه في مجالات الحياة العلمية والمهنية والفنية، ومن ثمّ فإنّ استغلال قدراته استغلالاً فكرياً وتربوياً يُعد ضرورةً حتمية. فالموهوبون والمتميزون في أغلب المجتمعات هم الذين تقوم على كواهلهم نهضتها، فهم عقولها المدبرة، وقلوبها الواعية، وواضعو الأهداف وراسمو خطط تحقيق تلك الأهداف، ومنهم يظهر القادة في مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والسياسية والخدمية (الزهراني، 1999).

ولعل الجميع يؤمن إلى حد كبير بالمسلمة البديهية التي تنص على أن الثروة البشرية أفضل نفعاً وأعم فائدة، وأكثر عائداً من جميع الثروات المادية الأخرى إذا ما ارتقى إعدادها، وأُحسن استغلالها، لذا يُلاحظ اليوم بشكل ظاهر تسابق المجتمعات وسعي الأمم والبلدان في الكشف عن الأبناء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم، فلقد أدركت تلك الدول أنّ قدراتها إنّما تعلو بموهوبيها ومبدعيها، وأنّها تتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومفكريها ومخترعيها (القذافي، 1996).

من أجل ذلك كله كان لزاماً على الأمة العربية قاطبة الحفاظ على هذه الثروة العظيمة وعدم تبديدها بالإهمال وانعدام الرعاية، وترك الموهوبين والمبدعين والمخترعين عرضة للاستقطاب الخاطئ من أعداء الإسلام والأمة العربية، والبدء الفعلي في إيقاف عملية هجرة العقول العربية إلى الغرب. فالموهوبون هم الذين يملكون مفتاح التغيير إلى الأفضل والأرقى في سبيل نهضة الأمة العربية الدينية والدنيوية.

تاريخ رعاية المواهب في مركز الموهوبين بجامعة جونز هوبكنز:

 نتيجة بحث الصور عن جامعة جونز هوبكنز

قام العالم النفسي د. جوليان ستانلي في عام 1972 بنشر أول بحث يهتم بالتعرف على الموهبة والبحث عنها وطرق تطويرها في فئة الشباب. وتم في عام  1979 إنشاء مركز الموهوبين في جامعة جونز هوبكنز كمركز ابحاث في الموهبة وطرق التعامل معها والتعرف عليها وتطويرها وتقديم الاستشارات حيالها وطرح استراتيجيات للتعامل معها وتقديم برامج مستمرة لتطوير الموهوبين ورفع مستوياتهم العلمية والاكاديمية في مجالات متعددة.

تطور المركز على مدار السنين ووصل عدد الطلبة المسجلين في مراكزه الصيفية في عام 1992 إلى 6000 طالب وزاد عدد المستفيدين من خدمات المركز اليوم منذ بدايته لاكثر من مليون شخص.

رؤية المركز:
نتيجة بحث الصور عن جامعة جونز هوبكنز
سيعرف الطلاب وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية وصناع القرار سيعرفون مركز الموهوبين على أنه المؤسسة الرائدة على مستوى العالم في تعليم الطلاب اصحاب القدرات الأكاديمية العالية. وسيوفر المركز خدماته للطلاب بغض النظر عن قدرتهم على الدفع من عدمها”.

غايات المركز:
نتيجة بحث الصور عن جامعة جونز هوبكنز
تشترك غايات المركز مع غايات جامعة جونز هوبنكنز العريقة في ثلاث نقاط تتعلق بأهداف التعليم، البحث العلمي والخدمات:

  • §  يبحث مركز الموهوبين عن الطلبة اصحاب القدرات الاكاديمية العالية من خلال اختبارات القدرات الخاصه به ويقدم لهؤلاء الطلاب فرص تعليمية تتحدى قدراتهم العلمية لتطوير قدراتهم العقلية وتشجيعهم على الانتاج وتربية مهاراتهم الاجتماعية.
  • §  اجراء ابحاث في الموهبة وأساليب تقييمها للتعرف على الموهبة وطرق التعامل معها، ولتطوير افضل الوسائل التعليمية لتعليم الموهوبين ولارشاد أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية وصناع القرار بنتائج هذه الابحاث.
  • §  دعم المؤسسات التعليمية الراغبة في توفير احتياجات الطلبة الموهوبين وارشاد أولياء الأمور لطرق التعامل مع ابنائهم الموهوبين.

اتطلع لتدريب ثري ووقت ممتع مع برامج هذا المركز واتمنى أن اساهم في نقل التجربة وتطبيقها في مركز الموهوبين بجامعة الملك عبدالعزيز وقد قمت بكتابة تقرير متكامل عن التجربة يحوي تفاصيل التجربة والعديد من المعلومات الأخرى حول طريقتهم في تنظيم الملتقيات الصيفية للموهوبين والبرامج التي يقدمونها وغيرها من المعلومات الأخرى

ما هي مبررات تزايد الاهتمام برعاية الموهوبين:

نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين

إن الاهتمام بالموهبة والموهوبين ليس بالأمر الجديد بل هو وارد منذ آلاف السنين؛ لكن في العصور الحديثة لم تجد هذه الظاهرة ولا هؤلاء الأفراد العناية الكافية مقارنة بباقي فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً في المجتمعات العاطفية التي تبرر تلك الرعاية بانطلاقها من أهداف إنسانية. وبالرغم من حاجة المجتمعات الحديثة الملحة إلى إمكانات الموهوبين والمتفوقين إلا أن المهتمين بالتربية الخاصة، وحتى منتصف القرن العشرين، لم يضعوا في اعتبارهم أن مجالهم يمتد ليشمل هذه الفئة من الأبناء؛ على الرغم من كون الموهوبين في أمس الحاجة إلى الرعاية المتخصصة، حيث أكدت أدبيات التربية الخاصة على أهمية رعايتهم وإيلائهم الإرشاد والتبني بشكل يكفل تسخير مواهبهم لخدمتهم وخدمة مجتمعاتهم بما يرضي الله ورسوله والمؤمنين (الموسى، 1999).

إنّ الاهتمام بالمتفوقين والموهوبين لا يقتصر على توفير البرامج التربوية والتعليمية التي تهتم بتنمية قدراتهم العقلية والذهنية، ولا يقتصر كذلك على سن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تنظم حياتهم وتسهل التعامل معهم، بل إنه يتعدى ذلك إلى رعايتهم نفسياً وجسمياً واجتماعياً، ووضع البرامج الإرشادية والتوجيهية التي تضمن لهم نمواً نفسياً وجسمياً واجتماعياً متكاملاً يحقق الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها (الجديبي، 1425هـ).

وخلال العقود القليلة الماضية أحتل موضوع رعاية المتفوقين والموهوبين كطلاب في المدارس أو الشباب اهتماماً متزايداً في عدد كبير من دول العالم كخيار أساسي للنهوض والتقدم، وتشكلت له العديد من الجمعيات والمؤسسات العلمية والوطنية والدولية، أسهمت إلى حد كبير في دفع عجلة الاهتمام بهذه الفئة من أبناء المجتمعات إلى الأمام، وقُدمت من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية المختلفة خيارات كثيرة للرعاية المناسبة لهم، مستندين في ذلك على الأسباب أو المبررات التي لخصها معاجيني (1427هـ ) في النقاط الآتية:

الضرورة التنموية: إن العنصر البشري الفاعل والمؤهل لقيادة الأوطان واستغلال ثرواته المعدنية والزراعية والحيوية ، وما تحويه التربة من خيرات أحق بالرعاية والاهتمام والتقدير ، لأن الواقع يؤكد أن بيد هؤلاء النفر من الموهوبين مفاتيح التطور والنمو من خلال أفكارهم الإبداعية واختراعاتهم واكتشافاتهم.

الركيزة الأساسية للتحفيز: إن الحضارات الإنسانية على مختلف الأصعدة تدين في تقدمها واستمراريتها لأولئك الأفراد الذين وهبوا عقولهم لتعمير الأرض والإصلاح والتجديد ، ورعاية مثل هؤلاء الموهوبين يُعد دعامة أساسية لتحفيز الآخرين على المشاركة في البناء والتعمير واستمرار الحضارة الإنسانية.
كفاءة الإنجاز كماً وكيفاً: بالنظر إلى انجازات الصفوة من أبناء الأمة الذين بذلوا ، ولازالوا يبذلون الكثير لرفعة شأنها وتعزيز مكانته بين الأمم الأخرى ، يلاحظ أن اسهمامات هؤلاء النفر تميزت بالغزارة والنوعية مقارنة بإسهامات السواد الأعظم من الأفراد.

توفير الأمن الاجتماعي: إن توفير الرعاية المناسبة للموهوبين من أبناء الأمة يوفر لها نبعاً دفاقاً من الموارد البشرية المؤهلة والقادرة على إنتاج الأفكار التي تسهم في رقي المجتمع وحل مشكلاته ، وتشخيص الأمراض وعلاجها وهي في مهدها ، والعكس قد يحصل عندما تعتمد الأمة على خبرة من هم بعيدين عن واقعها من الأجانب والوافدين.

مبررات علمية ومجتمعية لرعاية الموهوبين !!

المبررات لم تأتي من فراغ، بل لها أصول أو جذور علمية وأخرى مجتمعية يمكن تلخيصها في الآتي:
نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين
1. يعتبر التفوق العقلي بشكل عام والموهبة بشكل خاص نتاج عملية تفاعلية بين الاستعدادات الفطرية والقدرات العقلية للفرد من ناحية ، والتحديات التي يفرضها المجتمع من ناحية أخرى، حيث من المفترض أن تستثير هذه التحديات قدرات الفرد الكامنة لإيجاد حلول للمشكلات التي تبرزها تلك التحديات، وبالتالي يؤدي ذلك إلى إظهار إنتاج متميز.

2. تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص الذي تنص عليه معظم القوانين والتشريعات، وبالأخص الأديان السماوية والنظم الديمقراطية. فبما أن الموهوب يُعد من فئات ذوي الحاجات الخاصة، إذاً لابد أن يتلقى الرعاية التي تتناسب مع قدراته وتلبي حاجاته الخاصة والعامة أسوة ببقية فئات التربية الخاصة الأقل حظاً من أقرانهم العاديين.

3. ملاحظة الملل والإحباط ومظاهر الغضب التي تسيطر على الموهوبين نتيجة عدم الاهتمام بهم والقيود المفروضة عليهم وعلى تفكيرهم.

4. اختلاف آراء ورغبات وميول وحاجات الموهوبين عن بقية الفئات يحتم إحداث تغيرات في أساليب التعامل معهم ، وكذلك في المناهج وطرائق التدريس والبيئات التربوية لتتناسب مع قدراتهم الكامنة والبارزة ، وتؤدي إلى تلبية رغباتهم وصقل ميولهم.

5. عندما تُلبى حاجات الموهوبين وتًنمى قدراتهم بالأساليب المناسبة إلى حد يظهر التفوق والإنتاج الإبداعي ، فإن ذلك حتماً سيؤدي بهم إلى إظهار ولائهم وانتمائهم لمجتمعاتهم وأوطانهم.

6. عند النظر إلى إسهامات الموهوبين من أبناء الوطن فإننا نلاحظ أنها تتفوق كماً وكيفاً عما يسهم به جملة أفراد المجتمع الآخرين.

ما فلسفة إنشاء برامج خاصة لتربية وتعليم الموهوبين؟

ويرى جروان (2004) أن الطلاب الموهوبين بحاجة إلى برامج تربوية وخدمات متمايزة عن البرامج والخدمات التقليدية المتوافرة في المدارس العادية، مستنداً في ذلك على مجموعة من المبررات لفلسفة إنشاء برامج خاصة لتربية وتعليم الموهوبين، من أهمها:
نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين
- عدم كفاية برامج التعليم العام لتلبية حاجات الطلاب الموهوبين الخاصة والعامة.
- التربية الخاصة حق للطلاب الموهوبين أسوة بغيرهم من ذوي الحاجات الخاصة.
- إن توفير تربية خاصة للطلاب الموهوبين ضمان لرفاه المجتمع وتنميته وأمنه ومستقبله.
- إن توفير تربية خاصة للطلاب الموهوبين تطبيق لمبدأ تكافؤ الفرص.
- إن توفير تربية خاصة للطلاب الموهوبين ضروري لتحقيق توازن في جوانب نموهم المختلفة (العقلية، الجسمية، والاجتماعية-النفسية).

وهكذا يجب التنويه إلى أنه كلما كانت البيئات المجتمعية المختلفة (الأسرية، المدرسة، وباقي مؤسسات المجتمع) مهيأة لرعاية الموهوبين وفاعلة في ذلك، أصبحت في نظر هؤلاء بيئات بهيجة وجاذبة، ومرتعاً خصباً للإنتاج والعمل Effective Social Environments ، وعلى العكس من ذلك، فكلما كانت تلك البيئات غير مهيأة وغير فاعلة فإنها تصبح في نظرهم بيئات كئيبة وطاردة، وأرض جفاف وتصحر Traditional & Boring Environments .

وقد برزت هذه المبررات لإيلاء الموهوبين رعاية خاصة في مجتمعاتنا نتيجة للتحديات التي تواجهها المجتمعات العربية والإسلامية على وجه العموم والمتمثلة في التوجه العام إلى المشاركة في النظام العالمي الجديد ( N W O ) New World Order والذي يُعد من أهم عناصره: الثورة المعلوماتية، التقنية الراقية والسريعة في الاتصال، الإنتاج أو الأفكار الإبداعية، تقدير عنصر الزمن، المنافسة، الشراكة، القدرة على اتخاذ القرار المناسب وسط متغيرات عالمية متفاعلة، القدرة على نفاذ الرؤى لعناصر الحاضر والمستقبل حسب مناهج تفكير عملية.

وكذلك اتجاه النظام التعليمي في الغالبية العظمى من دول العالم المتقدمة إلى الانفتاح للجميع، واستيعاب كل أبناء وبنات الوطن Inclusive Education من خلال مسارات موحدة ، قد يتمايز بعضها عن بعض، ولكنها مرنة ومتكافئة تتيح لكل فرد في المجتمع التوصل إلى أقصى قدر من إمكاناته كماً ونوعاً ومهما كانت قدراته، وذلك لضمان المساواة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص Equity (صادق، 1998).

كيف يمكن إضافة التحديات كأسلوب لرعاية الموهوبين؟

صورة ذات صلة

- اتجاه معظم أقطار العالم بما فيها معظم الدول العربية منذ المؤتمر الدولي للتربية في سلامانكاSalamanaca بأسبانيا عام 1994م إلى تبني استراتيجيات الاستيعاب الكلي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في النظام المدرسي العام أو "النظام التعليمي العام". وبالرغم من التفاوت في هذا الالتزام إلا أن منظمة اليونسكو تسعى جاهدة لتحقيق ذلك التقدم في أسرع وقت ممكن.

- عندما بدأ التوجه الحديث في تربية ذوي الاحتياجات الخاصة، كان ذلك أسرع في فئات الإعاقة قبل الموهبة، وعلى الرغم من توافر مئات البحوث والدراسات الميدانية في مجالات الموهبة، إلا أن التطبيق الفعلي لنتائج معظم هذه الدراسات والبحوث لازال فردياً أو عشوائياً.

- بدء العديد من الدول العربية إنشاء المدارس أو الفصول الخاصة بالموهوبين، وفي الغالب للمتفوقين دراسياً، وتنفيذ الكثير من الأنشطة المدرسية أو المؤسسية داخل أو خارج المدرسة للتعرف على هذه الفئات، وتقديم الخدمات التربوية والأنشطة التعليمية أو الترفيهية لهم.

إن رعاية المتفوقين والموهوبين في أي مجتمع وتحت أي ظروف اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو مادية لا ينبغي أن تكون كمالية أو فكرة يتم التباهي والافتخار بها في المحافل والمنتديات المختلفة، أو أنها مكرمة تقدم لهؤلاء الطلاب تفضلاً، ولا ينبغي أن تكون بدواعي الشفقة والرفق بهم كما هي الحال بالنسبة لمعظم برامج رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. إن رعاية المتفوقين والموهوبين وتعليمهم بما يتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم، ويلبي احتياجاتهم الخاصة وينمي ميولهم ويصقل مواهبهم إنما ينبع من أصل حقوقهم كبشر حفظها لهم الله عز وجل عندما كرمهم بهذه النعم والمقدرات العقلية التي حرم منها معظم بني البشر، كما حفظتها لهم جميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية كمواطنين شرعيين في مجتمع يؤمن بالعدل والمساواة ومبدأ تكافؤ الفرص. كما أن هذا النمط من الرعاية جزء لا يتجزأ من أي نظام تربوي سليم يطبق مبدأ الفروق الفردية ويستشعر أهمية إسهامات الطلاب في تنمية المجتمع والرقي بمستويات المعيشة. وأخيراً، تنبع أهمية رعاية المتفوقين والموهوبين من حاجة أي مجتمع لهذه الفئة كقادة للأمة والسير قدماً بالمجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة.

إذا كان الموضوع على هذا القدر من الأهمية، وأن هناك دول ومجتمعات قد تنبهت لأهمية الاستثمار في العنصر البشري كأحد المقومات الأساسية للتنمية، وكمعين لا ينضب من الأفكار الإبداعية والابتكارات التي أسهمت ولا زالت تسهم في رقي البشرية جمعاء، فكيف كانت البدايات لهذه الدول والمجتمعات، وما مدى التقدم والتطور الذي حدث حتى الآن في رعاية هذه الفئة من الأبناء كنتيجة للتجارب الرائدة على الصعيدين العربي والعالمي؟!

تجارب الدول العربية والعالمية في رعاية الموهوبين:

نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين
تسعى كافة المجتمعات في عالمنا المعاصر إلى توفير كافة الطاقات والإمكانات العلمية والعملية لتنمية الاستعدادات الكامنة والقدرات العقلية والمهارية، ومختلف الطاقات التي يمتلكها الأبناء عامة، والموهوبين والمبدعين منهم على وجه الخصوص، بهدف الإفادة من هذه القدرات وتلك الطاقات في التقدم والنمو المجتمعي الذي أصبح مقتضى أساسي لرفعة الأمم في كافة مجالات الحياة. وبالرغم من هذه الجهود الكبيرة والسعي الحثيث نحو تربية ورعاية الموهوبين بكافة السبل المناسبة لقدراتهم، إلا أن معظم الباحثين التربويين والمختصين في المجال لازالوا يشككون في مصداقية الخدمات المقدمة لهذه الفئة، ويبرهنون على ذلك بعدم توفر فرص النمو المناسبة للطلاب الموهوبين عندما يندرجون في المدارس والمؤسسات التعليمية العامة مع غيرهم من الطلاب الذين لا يستوون معهم في الطاقات والاستعدادات، أو حتى عند تجميعهم في فصول خاصة أو مدارس خاصة، أو عند استخدام برامج الإثراء أو الإسراع في تعليمهم، حيث لا تتوافر المقاييس العقلية أو تلك المهنية التي تكشف عن مستويات تفوقهم، ولا يتوافر المناخ الأسري المناسب لتنمية الأبناء المتفوقين لأسباب عدة، من أبرزها تدني المستوى الاقتصادي- الاجتماعي للأسرة أو جهل الوالدين بأهمية الرعاية المناسبة، وعدم مبالاتهم بالتدخل المناسب في التربية والرعاية. كما أن فقر الأنشطة المدرسية ونمطية أساليب التعليم والتعلم وافتقارها لعنصري التحدي والتشويق، كل هذا يؤدي حتماً إلى قولبة أو تنميط الأبناء في الأطر الدارجة في المجتمع، وإجحاف حقوقهم المشروعة في رعاية تربوية ومهنة مناسبة، مما يجعل الفاقد من الثروات كبير ولا يمكن تعويضه، بل قد يساعد على هجرة العقول إلى الدول أو المجتمعات التي تقدر المواهب وتسعى لاستقطابها لترقى وتتقدم بينما تبقى مجتمعاتهم الأصلية في جهل وظلمة تصارع الأزمات والمشاكل لتقبع في ذيل قوائم الدول والمجتمعات الإنسانية ( التويجري ومنصور، 1421هـ).

إن سعي دول العالم ومجتمعاته المختلفة للاستفادة من طاقات الأبناء واستعداداتهم الكامنة لم ولن توقفه هذه الشكوك، بل قد تكون هذه الأقوال من المختصين والباحثين دوافع تدعم مسيرة رعاية الموهوبين وتؤدي إلى تحسين الأداء في البرامج المقدمة لهم، لذا نجد أن هناك محاولات جادة وصادقة نحو تقديم ما هو أفضل تمثل في التجارب الرائدة لبعض الدول تعتبر نماذج يمكن الاستفادة منها في تطوير النظم التربوية والخدمات الخاصة التي يمكن أن تسهم في رعاية الأبناء الموهوبين في دول أو مجتمعات أخرى. من أبرز هذه التجارب الرائدة الآتي:

كيف كانت تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في رعاية الموهوبين؟

صورة ذات صلة
تعتبر تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في رعاية الموهوبين والمتفوقين عقلياً رائدة التجارب العالمية من حيث القوانين الفيدرالية التي تدعمها، التاريخ الطويل المليء بالتجارب والمحاولات، الكم الهائل من البحوث والدراسات التي تغذي المجال بأسس الرعاية والأساليب المستخدمة في التطبيق، عدد المؤسسات والمنظمات والجمعيات التي ترعى هذه الفئة من الأبناء، الاهتمام المتزايد على مستوى مؤسسات التعليم العالي، تنوع أساليب الرعاية، فهي تتمتع بصيت طيب في مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين نتيجة التطور الحاصل في المجال منذ بداية عقد السبعينات من القرن الماضي، فهناك تعدد ملحوظ في أنواع البرامج الخاصة بتربية ورعاية الموهوبين، وهناك آلاف البحوث والدراسات التي قدمت مظاهر رعاية هذه الفئة على طبق من ذهب، وبالأخص في مجالات الكشف وإعداد البرامج الإثرائية والمناهج الخاصة الفارقة وطرائق التدريس. ويتبع في الولايات المتحدة الأمريكية في المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات أكثر من نظام في تربية الموهوبين والمتفوقين، منها التجميع والإثراء والإسراع التعليمي المتمثل في القبول المبكر في رياض الأطفال وصفوف المرحلة الابتدائية، ونظام تخطي الصفوف الدراسة وضغط المنهاج، أو ضغط صفوف في المرحلة الدراسية الواحدة، وتنفيذ برامج إضافية في كل فصل دراسي، بحيث تمكن الطلاب الموهوبين أو المتفوقين عقلياً من اجتياز المرحلة الثانوية مثلاً في سنوات أقل مما هو معتاد.

إن تتبع تاريخ رعاية الموهوبين والمتفوقين في الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد أن هذا النوع من الرعاية لم يأخذ الطابع الرسمي الذي هي عليه الآن، ولا الزخم الهائل من الاهتمام الذي تحظى به حالياً، حيث كانت البدايات عبارة عن تجارب فردية تمثلت في تطبيق بعض البرامج القائمة على التسريع وتخطي الصفوف الدراسية في بعض المدارس الحكومية كالذي حدث في مدينة إليزابث-نيوجرسي عام 1886م، كما تم تجميع الطلاب المتفوقين داخل صفوف خاصة بهم لبعض الوقت وتزويدهم بمنهاج خاص وخبرات تعليمية إثرائية إضافية في مدينة سانت باربارا بكاليفورنيا عام 1898م، وكذلك في نيويورك عام 1900م، ومدينة كليفلاند بأوهايو عام 1920م. وقد استمر وضع التجريب هذا خلال العقود الأولى من القرن العشرين مما أخر الانتشار المناسب لها خوفاً من أن يخلق الاهتمام الزائد بهذه الفئة مجموعات من الأفراد المصطفين أو الأخيار Elites، علاوة على الاعتقاد بان الموهوب قادر على تدبير أموره وأن يهتم بنفسه وينمو بذاته دون الحاجة إلى تدخل مباشر ممن حوله Will Make It On His/Her Own، لذا ندرت الجهود المبذولة لرعاية هذه الفئة خلال الفترة من 1925-1950م (www.nagc.org).

بشكل عام، تحتل دراسات كل من لويس تيرمان التتبعية وليتا هولنجورث مكانة خاصة ومتميزة في تاريخ علم النفس ومجال رعاية الموهوبين لكونها من أقدم الدراسات العلمية المنهجية الرائدة التي أسهمت في لفت أنظار التربويين والباحثين والرأي العام في الولايات المتحدة لموضوع الموهوبين والمتفوقين، وخصائصهم الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية وميولهم الخاصة، ولأهمية الاكتشاف المبكر لهم، والرعاية التربوية والنفسية، والبرامج التعليمية الخاصة بالنسبة لنمو استعداداتهم. كما أسهمت هذه الدراسات في إلقاء الضوء على حياة المتفوقين الأكاديمية والمهنية، ومشكلاتهم، وبعض جوانب صحتهم النفسية، وانجازاتهم اللاحقة في مختلف مجلات تخصصاتهم. كما مهدت الطريق أمام المزيد من الدراسات للكشف عن السمات الشخصية والعوامل غير المعرفية التي تسهم في زيادة معدلات التحصيل الدراسي والانجاز الأكاديمي، واستكشاف الأوضاع والبيئات الأسرية والمدرسية المناسبة لنمو المواهب والتفوق، وتقييم أثر الاستراتيجيات والأساليب التدريسية في تنمية استعدادات الأطفال الموهوبين وطاقاتهم (القريطي، 2005).

وتعتبر محاولة ترجمة اختبار بينيه إلى اللغة الانجليزية وتقنينه في الولايات المتحدة من قبل لويس تيرمان الذي نشره لأول مرة عام 1916م باسم اختبار ستانفورد-بينيه لأنه كان طالب دراسات عليا بتلك الجامعة، تعتبر علامة مهمة وفارقة في تاريخ رعاية الموهوبين في الولايات المتحدة لأنها مكنت تيرمان من إجراء دراسته الطولية على ما يزيد عن 1500 طالب وطالبة من الموهوبين بالمراحل الدراسية المختلفة بولاية كاليفورنيا، حيث استخدم هذا الاختبار في الكشف عن الطلاب الذين يتمتعون بنسب ذكاء لا تقل عن 140 . وقد تمكن تيرمان وتلاميذه من تتبع حياة هؤلاء الطلاب في مراحل لمعرفة ما سيؤولون إليه في المستقبل واكتشاف خصائصهم السلوكية، ثم نشر أول تقرير عن نتائج الدراسة عام 1925م والتي يُقدر لها أن تنتهي في عام 2015م، حيث كان لهذه النتائج وما تلاها من تقارير الأثر الكبير في رسم معالم مجال رعاية الموهوبين، خاصة ما يتعلق بخصائصهم ومشكلاتهم.

وجاءت محاولات العالمة ليتا هولنجورث 1923م مدعمة لمحاولات تيرمان حيث لفتت نتائج دراساتها وما ضمنته في مؤلفاتها من معلومات عن تربية ورعاية الموهوبين مرتفعي الذكاء (130-150 فأكثر) أنظار المربين وأولياء الأمور إلى أهمية الإثراء التعليمية كوسيلة مناسبة للتعمق في الموضوعات الدراسية، كما أسهمت دراسات هذه العالمة في تحديد أبرز المشكلات الدراسية والانفعالية والاجتماعية-النفسية للموهوبين الناتجة من شعورهم بالضيق والملل في المدارس العادية، وعلاقاتهم غير المشبعة لاحتياجاتهم الخاصة مع أقرانهم ومعلميهم. كما بينت دراسات هولنجورث أهمية الإرشاد النفسي في حل معظم مشكلات الموهوبين والمتفوقين.

نتيجة لهذه المحاولات الخجلة والدراسات العلمية آنفة الذكر انبرت شركة "وستنجهاوس" في عام 1942م لتبني مشروعاً لاكتشاف طلاب المرحلة الثانوية الموهوبين من ذوي الاستعدادات العلمية التي تؤهلهم مستقبلاً لأن يكونوا علماء مبدعين، وقد أدى هذا المشروع وما صاحبه من دعاية إلى إبراز قيمة الموهوبين والمتفوقين في العلوم المتصلة بالصناعات، وإلى لفت الانتباه مجدداً إلى أهمية الاهتمام بالمواهب.
وفي عام 1947م أنشئت الرابطة الأمريكية للأطفال الموهوبين The American Association for Gifted Children تلاها في عام 1953م إنشاء الرابطة القومية للأطفال الموهوبين The National Association for Gifted Children والتي أصدرت دوريتها ربع السنوية "الطفل الموهوب" The Gifted child Quarterly.

كل هذه الأحداث تعتبر مؤشرات على وجود توجه محدود نحو رعاية فئة الموهوبين؛ غير أن الحدث الجلل الذي يعتبر نقطة تحول في الاهتمام بالموهوبين في الولايات المتحدة هو نجاح الاتحاد السوفيتي- روسيا حالياً- في إطلاق أول قمر صناعي للفضاء "سبوتنك" Sputnik في خريف عام 1957م. فمنذ تلك اللحظة تنامى الاهتمام في الولايات المتحدة بالتعليم بشكل عام ورعاية الموهوبين والمتفوقين على وجه الخصوص لبلوغ أقصى ما تؤهلهم له قدراتهم، وضماناً للتفوق العلمي على الروس. وقد نتج عن هذا الاهتمام المتزايد قيام الرابطة القومية للتربية The National Educational Association (NEA) في عام 1958م بتقديم مؤتمراً للتربية ترأسه رئيس جامعة هارفارد آنذاك للبحث في سبل الكشف عن الموهوبين والمتفوقين أكاديميا وتعليمهم في المرحلة الثانوية، كمما أصدر الكونجرس الأمريكي في نفس العام قانون "التعليم للدفاع القومي" (NDEA) The National Defense Education Act، وقد تحقق للأمريكان بغيتهم بغزو الفضاء وإنزال أول رائد فضاء على سطح القمر عام 1969م.

قامت بعد ذلك الحكومة الفيدرالية بتمويل مشاريع مختلفة لتحسين البرامج التعليمية لتنمية المواهب والاستعدادات الكامنة لدى الطلاب في مجالات العلوم والرياضيات واللغات الأجنبية، وتطوير برامج التوجيه والإرشاد. كما كلف الكونجرس المفوض التعليمي سيدني ميرلاند Marland في عام 1970م بموجب القانون PL 91-230 بإجراء دراسة موسعة عن أوضاع الأطفال الموهوبين والمتفوقين ومدى كفاية برامج المساعدة التربوية الفيدرالية في إشباع احتياجاتهم الخاصة. وقد ظهر تقرير الدراسة عام 1972م ليؤكد على النقاط الآتية:

1. الحاجة إلى تطوير مناهج خاصة فارقة تبرز عمليات التفكير العليا (التفكير الابتكاري والتفكير الناقد، ...) والمفاهيم ذات المستوى الراقي.
2. الحاجة إلى تطوير استراتيجيات تدريس مناسبة لتعليم التلاميذ الموهوبين وتساعدهم على إيجاد حلول ناجحة للمشكلات التي تواجه المجتمع والأمة .
3. الحاجة إلى تطوير نظم خدمات تربوية، وإجراءات إدارية مناسبة وكافية لتوفير خدمات متميزة لمجموعات بعينها من الموهوبين، كالموهوبين من ذوي المواهب الخاصة.
(Davis & Rimm, 2004)

كما نتج عن هذا التقرير ظهور تعريف شامل وواسع للموهوبين والموهوبين تم اعتماده كأول تعريف فيدرالي يشمل فئات متعددة، كما تم إنشاء المكتب الأمريكي للموهوبين، وزاد الاهتمام بهذه الفئة في مختلف الولايات وعلى كافة الأصعدة؛ إلا أن قوة المنافسة بين الولايات المتحدة وبعض الدول المتقدمة، كاليابان مثلاً، زاد من شعور المسئولين بالعجز فظهر تقرير " أمة في خطر" Nation at Risk في عام 1983م والذي دفع بالمسئولين إلى الإسراع في عملية الإصلاح التربوي والتعليمي وتقديم المزيد من الاهتمام للموهوبين والمتفوقين وذوي القدرات الابتكارية.
نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين
وكانت حركة البحث العلمي قد نشطت في هذا المجال حيث سارع بعض الأكاديميين إلى توجيه أبحاثهم نحو مجالات رعاية الموهبة والإبداع، بدأها جيلفورد في بداية الخمسينات ثم بول تورنس وكالفن تيلور، فجيمس جالجر وجوليان ستانلي وجوزيف رينزولي، وقد كانت لإسهامات هؤلاء وغيرهم الأثر الكبير والواضح في نشر ثقافة الموهبة وتطوير استراتيجيات العمل المؤسسي في مجال رعاية الموهوبين على المستويين المحلي والعالمي.
كما نشطت على المستوى الأسري حركة تنادي بضرورة حماية الأطفال كاحتجاج من آباء الأطفال الموهوبين على الإهمال الذي يواجهه أبنائهم من قبل المعلمين والمدارس مما يؤدي إلى إحباطهم، ونادوا بضرورة تقديم برامج تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة للرفع من مستويات تعاملهم مع الطلاب وتقديم ما يناسبهم من برامج، فنتج عن ذلك إنشاء المؤسسة القومية للأطفال الموهوبين والمبدعين The National Foundation for the Gifted and Creative Children للدفاع عن حقوق الموهوبين والمبدعين وحمايتهم (القريطي، 2005).

ما هي أشكال الرعاية في الولايات المتحدة الأمريكية؟

نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين
تُعد تجربة الولايات المتحدة الأمريكية مسرحاً راقياً لتقديم نماذج متنوعة لأساليب رعاية الموهوبين وهذا يرجع للمرونة المتناهية التي تُعطي للإدارات التعليمية والمدارس عند تطبيق ما تقتضيه التعليمات التي تستوجب الصرف وتستحق الدعم. ففي الغالب يرتبط صرف الإعانات والدعم من مستحقات الضرائب للمدارس التي تقوم بتنفيذ برامج خاصة وأنشطة أضافية مختلفة يستفيد منها الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ضمنهم الموهوبين، بالإضافة إلى باقي الطلاب، وهكذا تتنوع الأساليب في التطبيق الميداني. كما أن كثرة المختصين والباحثين والعلماء الباحثين في المجال، والتوسع في حركة التأليف والنشر، واستخدام أساليب البحث التجريبي، كل هذه العوامل وغيرها أدت بالضرورة إلى توفير نماذج مختلفة للتطبيق، لذا نجد أن خدمات المدارس للموهوبين تبدأ من توفير أنشطة ومقررات إضافية كترتيبات ومبادرات شخصية يستفيد منها الطالب الموهوب وغير الموهوب لتصل إلى استخدام أساليب متقدمة في الإسراع والإثراء والتجميع.
فعلى سبيل المثال توفر معظم المدارس الثانوية بنوعيها (Intermediate & Secondary) بالولايات عدداً متنوعاً وكبيراً من المقررات الاختيارية التي تعتمد كوحدات دراسية مقبولة للطلاب حتى يتمكنوا من تغطية المتطلبات الدراسية للمرحلة. وغالباً ما تركز هذه المقررات على تعليم اللغات الأجنبية ومجالات التربية البدنية؛ غير أن توفير مثل هذه المقررات يعتمد في الغالب على ميزانية المدرسة ووضعها المادي. ولعل معظم هذه المقررات تشمل هذه المقررات الآتي:

- الفنون البصرية والأدائية كالرسم والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والتمثيل المسرحي، والفرق الموسيقية والاوركسترا، والرقص، والأفلام.
- التعليم المهني كالنجارة، وأشغال المعادن، الميكانيكا وإصلاح السيارات.
- علوم الحاسوب / التعليم التجاري كتجهيز النصوص ، والبرمجة ، وتصميم الرسوم ، نادي الحاسوب ، تصميم صفحات الويب.
- الصحافة و النشر كالمشاركة في الصحيفة المدرسية، والحوليات، والإنتاج التلفزيوني.
- تعليم اللغات الأجنبية الشائعة كالفرنسية، والألمانية ، الايطالية ، والاسبانية ؛ وغير الشائعة كالصينية ، واليابانية ، الروسية ، اليونانية ، واللاتينية ، ولغة الإشارة الأميركية .
- تنظيم الأسرة وعلوم المستهلك / الصحة كالاقتصاد المنزلي و التغذي ، ورعاية الطفل.

كما أن المدارس الثانوية في الولايات المتحدة لا تتبع جميعها نفس نظام المواد الإجبارية، فهناك مدارس إعدادية وأخرى ثانوية بها ما يُعرف بفصول "الشرف" Honor Classes للطلاب المتميزين بقوة دافعيتهم للتعلم وانجازاتهم الإبداعية، حيث تتميز هذه الفصول بقوة التعليم والجودة النوعية العالية للخبرات والمهارات المتقدمة. كما تقوم بعض هذه المدارس بتطبيق نظام اختبارات تحديد مستوى وقدرات وميول لفرز وقبول نوعيات معينة من الطلاب ممن يتسمون بالانجازات العالية، وهذا الإجراء متبع في مدارس معينة في معظم الولايات الأمريكية، بينما توفر مدارس أخرى خبرات إثرائية خاصة في الآداب والفنون المختلفة. وفي حالة توفر الدعم المادي المناسب فإن بعض المدارس تقدم مواد في البكالوريا الدولية International Baccalaureate (IB) والتسريع الأكاديمي Advanced Placement (AP) ، وهذه النوعية من المواد تحتسب في الغالب أثناء القبول في مؤسسات التعليم العالي وتحتسب كذلك كبدائل لمواد السنة التحضيرية، وبالتالي تمكن الطالب من التخرج مبكراً من الجامعة. كما يتوفر في بعض الولايات كليات مجتمع متميزة، وهناك تنظيم ولوائح تسمح لطالب المرحلة الثانوية التسجيل في بعض المواد في تلك الكليات وتحتسب وحدات معتمدة بعد التحاقه بالجامعة وهكذا يتمكن من التخرج مبكراً.

ماذا تقدم مدارس الولايات المتحدة من بدائل وخيارات أخرى للتسريع؟

نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين
1. الالتحاق المبكر برياض الأطفال أو الصف الأول الابتدائي Early Admission.
2. تخطي بعض الصفوف الدراسية (الترفيع الاستثنائي) Grade Skipping.
3. ضغط أو تركيز المقررات أو الصفوف Telescoped Programs.
4. تسريع محتوى المقررات Subject Matter Acceleration.
5. القبول المبكر في المرحلة المتوسط أو الثانوية: Early Admission to Junior or Senior High Schools .
6. التخطي بواسطة الاختبارات Credit By Examination.
7. دراسة المقررات الجامعية أثناء المرحلة الثانوية College Courses in High Schools .
8. دراسة مقررات عن بعد أو بالمراسلة: Correspondence Courses.
9. القبول المبكر في الكلية أو الجامعة Early Admission To College.
(Clark, 2006; Davis & Rimm, 2004).

ما الخيارات والفوائد لرعاية الموهوبين؟

نتيجة بحث الصور عن الاطفال الموهوبين
زيادة المتعة للتعلم والحياة لدى المتعلم، وتخفيض أسباب الملل من المدرسة.
تعزيز وتطوير الشعور بالقيمة الشخصية ونشوة الانجاز.
الحد من شعور الموهوبين بالتعالي وأنهم يمثلون نخبة المجتمع، إذ أن وجودهم في مجالات التحدي الذي يفرضه عليهم التسريع يجعلهم يستكشفون قدراتهم الحقيقية ويعرفون حدودهم الطبيعية، كما أن تواجدهم في مجموعات مناسبة لقدراتهم يؤدي إلى فهم أعمق لملكاتهم، مما يجعلهم يقارنون أنفسهم في ظل المعايير العامة وليس في ظل معايير الصف العادي.
الحصول على تعلم أفضل من التعلم العادي.
تحسين فرص القبول في الجامعات العريقة والتخصصات النادرة.
إتاحة الفرص أمام إبداع الطلاب للظهور في وقت مبكر، وكذلك لانجازاتهم المهنية.
تخفيض التكلفة المادية للتعليم عند اختصار السنوات الدراسية.
استفادة المجتمع المبكرة من إسهامات الموهوبين.
تأثير المردود الفعلي لهؤلاء الطلاب المسرعين على الدخل القومي.
توفير القيادات والكفاءات المتميزة للمجتمع بأقل كلفة وأسرع وقت ممكن.
(السرور، 2003).

ما البدائل الخاصة بالإثراء لرعاية الموهوبين؟

صورة ذات صلة
النوادي العلمية والأدبية والفنية المدرسية Art, Literature, and Science School Clubs .
برامج تبادل الطلاب ٍStudents Exchange Programs.
مشروعات خدمة البيئة المحلية والمجتمع Community and Environment Services Projects.
المشاغل التدريبية والندوات Symposiums & Training Workshops.
برامج التلمذة والتدريب المهني الميداني Mentorship & Vocational Training Programs .
برامج التربية القيادية والمناظرات Leadership & Debates Programs.
نشاطات التمثيل والمسرح Theatre Acting Activities.
قاعات مصادر التعلم والمشاغل المجهزة لتسهيل وممارسة الهوايات Resource Rooms & Workshops to Practice Hobbies.
المسابقات العلمية والثقافية Knowledge & Science Competitions.
المعارض الفنية والعلمية ExhibitionsِArt & Science.
دراسة اللغات الأجنبية Foreign Language Studies.
دراسة مقررات لتنمية التفكير والإبداع Creativity & Thinking Skills Courses.
برامج التعليم عن طريق الحاسب Computer Based Learning.
المخيمات الصيفية Summer Camps.
الدراسات الحرة والمشاريع البحثية Independent Study & Research Projects.
الرحلات والزيارات الحقلية Field Trips.
برامج عطل نهاية الأسبوع Saturdays Or Weekends Programs.
برامج مدعومة من الجامعات University Sponsored Programs.
برنامج حل المشكلات بطرق إبداعية Future Problem Solving.
المسابقات والأولمبياد Olympics.